بسم الله الرحمن الرحيم
ملاحظة:الموضوع منقول لحفظ الأمانة
يزخر التاريخ بمعارك انتصر فيها القليل على الكثير، والصغير على الكبير، والجديد على العريق.. ففي غزوة مؤتة مثلا انتصر 3آلاف من المسلمين على 200ألف من الروم، وفي القادسية انتصر 32ألفاً من العرب على 120ألفاً من الفرس، وفي اليرموك انتصر 25ألفا من المسلمين على 200ألف من الروم، وفي الأندلس انتصر 12ألفاً من البربر المسلمين (بقيادة طارق بن زياد) على مائة ألف من القوط بقيادة لذريق.. ف(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله)!.
ولكن ؛ بعيدا عن الفتوحات الاسلامية (المعروفة لمعظمنا) هناك حملة عسكرية غيرت تاريخ أمريكا الجنوبية تمكن فيها 400جندي أسباني من السيطرة على 25مليوناً من هنود الأزتك !!
ففي عام 1520وصل القائد الأسباني هيرناندو كورتيز الى شواطئ ما يعرف الآن بالمكسيك وتحت إمرته 400رجل مع خيولهم. وفي تلك الفترة كانت حضارة الأزتك في أوج عظمتها وتدار من قبل امبراطور مقدس في العاصمة تينوختيتلان. ورغم جيوشها الجرارة تمكن كورتيز من السيطرة عليها في فترة وجيزة بفضل أربعة أسلحة فريدة ( الأول : أسطورة قديمة.. والثاني : خدعة جريئة.. والثالث : أسلحة متفوقة.. والرابع : ميكروبات مرض خطير) !!
فحين نزل على الشاطئ لأول مرة التقى بحامية من جنود الامبراطورية سلموه أسلحتهم طواعية.. فهنود الأزتك لم يروا الخيول في حياتهم وحين رأوا كورتيز فوق حصانه ظنوه "آلهة الحرب" قادماً من البحر.. فالأزتك كانوا يملكون أسطورة تدعي أن آلهة البحر سيأتي في آخر الزمان من جهة البحر على أربعة أرجل. وحين رأوا الجيش الأسباني ظنوا الفَرس والفارس مخلوقا سماويا واحدا (خصوصا في ظل الدروع اللامعة التي كان يلبسها الأسبان). وهكذا لم يجد كورتيز مقاومة حقيقية حتى وصل لمشارف العاصمة حين وصلته "دعوة خاصة" لزيارة الإمبراطور شخصيا!.
.. وهنا انتهى دور الأسطورة وأتى دور الخديعة واستعمال الأسلحة النارية ؛ فإمبراطور الأزتك مونتيزيوما كان يملك معبداً وسط بحيرة طلب كورتيز أن يتم اللقاء فيها. وحين دخل الأسبان العاصمة تينوختيتلان - لتلبية الدعوة - دهشوا من مظاهر الثراء وعظمة المباني وكثرة الجيوش التي أحاطت بهم.. ولكنهم ما أن دخلوا الجزيرة حتى قطعوا الجسور البرية وارتكبوا مجزرة عظيمة ضد جنود الإمبراطور وأخذوه أسيرا.. وما ساعدهم على الانتصار تفوقهم النوعي في الأسلحة (حيث كانت سيوفهم الأندلسية وأسلحتهم النارية ودروعهم النحاسية شيئا متقدما بالنسبة للأزتك). ولاطلاق سراح الامبراطور طلبوا "غرفة" مليئة بالذهب الأمر الذي تم تلبيته بسهولة. غير ان تعثر المفاوضات بين الطرفين جعلت كورتيز ينفذ تهديده ويقتل الامبراطور مما استدعى هجوما شاملا من قبل الأزتك على الجزيرة. وحين هدأت المعارك قرر الأسبان الانسحاب خلسة ولكن العشرات منهم مات غرقا أو قتلا.. أما من بقي منهم فأصبحوا مطاردين من قبل جيوش الأزتك الغاضبة.. ولكن فجأة انقلب الوضع لصالحهم حيث بدأ جنود الأزتك يتساقطون الواحد تلو الآخر بسبب مرض غامض وسريع لم يتأثر به الأسبان. فحين كانوا في الجزيرة أسر الأزتك جندياً أسبانياً مريضاً بالجدري.. وبالنسبة للأسبان لم يكن الجدري مرضا خطيرا (كونهم يملكون مناعة قديمة ضده) ولكنه في المقابل لم يكن معروفا في القارة الأمريكية ولا يملك الأزتك مناعة ضده فقضى عليهم بسرعة كبيرة.
وخلال الأسابيع التالية وصلت من أوربا إمدادات إضافية أتاحت للأسبان هزيمة الأزتك نهائيا - في حين تكفلت جرثومة الجدري (ثم الطاعون والحصبة) بقتل 40مليوناً من السكان الأصليين لا يملكون مناعة ضد أمراض العالم القديم!!.
على أربعة أرجل. وحين رأوا الجيش الأسباني ظنوا الفَرس والفارس مخلوقا سماويا واحدا (خصوصا في ظل الدروع اللامعة التي كان يلبسها الأسبان). وهكذا لم يجد كورتيز مقاومة حقيقية حتى وصل لمشارف العاصمة حين وصلته "دعوة خاصة" لزيارة الإمبراطور شخصيا!.
.. وهنا انتهى دور الأسطورة وأتى دور الخديعة واستعمال الأسلحة النارية ؛ فإمبراطور الأزتك مونتيزيوما كان يملك معبداً وسط بحيرة طلب كورتيز أن يتم اللقاء فيها. وحين دخل الأسبان العاصمة تينوختيتلان - لتلبية الدعوة - دهشوا من مظاهر الثراء وعظمة المباني وكثرة الجيوش التي أحاطت بهم.. ولكنهم ما أن دخلوا الجزيرة حتى قطعوا الجسور البرية وارتكبوا مجزرة عظيمة ضد جنود الإمبراطور وأخذوه أسيرا.. وما ساعدهم على الانتصار تفوقهم النوعي في الأسلحة (حيث كانت سيوفهم الأندلسية وأسلحتهم النارية ودروعهم النحاسية شيئا متقدما بالنسبة للأزتك). ولاطلاق سراح الامبراطور طلبوا "غرفة" مليئة بالذهب الأمر الذي تم تلبيته بسهولة. غير ان تعثر المفاوضات بين الطرفين جعلت كورتيز ينفذ تهديده ويقتل الامبراطور مما استدعى هجوما شاملا من قبل الأزتك على الجزيرة. وحين هدأت المعارك قرر الأسبان الانسحاب خلسة ولكن العشرات منهم مات غرقا أو قتلا.. أما من بقي منهم فأصبحوا مطاردين من قبل جيوش الأزتك الغاضبة.. ولكن فجأة انقلب الوضع لصالحهم حيث بدأ جنود الأزتك يتساقطون الواحد تلو الآخر بسبب مرض غامض وسريع لم يتأثر به الأسبان. فحين كانوا في الجزيرة أسر الأزتك جندياً أسبانياً مريضاً بالجدري.. وبالنسبة للأسبان لم يكن الجدري مرضا خطيرا (كونهم يملكون مناعة قديمة ضده) ولكنه في المقابل لم يكن معروفا في القارة الأمريكية ولا يملك الأزتك مناعة ضده فقضى عليهم بسرعة كبيرة.
وخلال الأسابيع التالية وصلت من أوربا إمدادات إضافية أتاحت للأسبان هزيمة الأزتك نهائيا - في حين تكفلت جرثومة الجدري (ثم الطاعون والحصبة) بقتل 40مليوناً من السكان الأصليين لا يملكون مناعة ضد أمراض العالم القديم!!.
فمن هو هرنان كورتيز (1485 - 1547) ولد كورتيز عام 1485 لعائلة متوسطة الدخل من منطقة ميدلين(Medellín) في جنوب غربي إسبانيا. درس القانون لفترة وجيزة قبل أن يشرع في الإبحار من موطنه إلى العالم الجديد بحثاً عن الثروة و هو في التاسعة عشر من عمره و بعد عدة سنوات من إشتغاله بالزراعة في جزيرة هسبانيولا بالكاريبي إنضم عام 1511 إلى الحملة العسكرية بقيادة دييجو فيلاسكيز( Diego Velázquez ) التي احتلت كوبا و عقب ذلك الإنتصار نصب كورتيز عمدة لمدينة سانتيجو و تزوج شقيقة زوجة فيلاسكيز. بعد ذلك منح فلاسكيز الإذن لكورتيز عام 1518 ليشكل قوة صغيرة لاستكشاف مايعرف الأن بــ امريكا الجنوبيه....